كتب رئيس التحرير خالد صادق
ونحن نحيي الذكرى الثلاثين لاستشهاد القائد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله لا زال شعبنا يعيش ويلات العدوان الصهيوني وحرب الاباده على قطاع غزة متحليا بالفكر المقاوم والصمود الاسطوري الذي بشر به الدكتور الشقاقي في قراءته المستقبلية للصراع مع الصهاينة المجرمين.
فكر نابع من وعي ثقافي وقراءة عميقة للتاريخ ومستمد من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف ومن القرأن الكريم والسنة النبوية والمنهاج الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
انه العلو والافساد والاستكبار والهيمنة الصهيونية التي وصلت الى ذروتها والتي ستسقط باذن الله على يد الثلة المؤمنة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم .. فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا .
تسلحنا بفكر الشقاقي ونحن نعيش ويلات هذا العدوان وحرب الابادة الجماعية التي خاضها الاحتلال الصهيوني المجرم على مدار عامين كاملين ضد شعبنا في قطاع غزة وارتكب فيها كل الجرائم من قتل وتشريد وتخريب وهدم وتجويع وتعطيش وتهجير لكن سلاحنا في الصمود كان مستمدا من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف والذي كان يبشرنا بالنصر على اعداء الدين ويعدنا بجنات النعيم وبالبشرى للصابرين.
عامان من الابادة الجماعية كان يقرأ تفاصيلها الدكتور الشهيد والقائد المؤسس فتحي الشقاقي ويدعو الى الثبات والصمود والمواجهة مع الاحتلال مهما بلغت التضحيات وكان يقول ان ..المثقف اول من يقاوم واخر من ينكسر.. وان الشعب الفلسطيني كله منحاز لمقاومته وان النصر حليف المؤمنين الموحدين وكان يراهن رحمه الله على وحدة الشعب بفصائله المختلفة ووحدة المقاومة ووحدة الهدف والمصير ويتحدث عن الوحدة من خلال التعدد وان العدو الصهيوني عندما يطلق رصاصة تجاه الفلسطينيين لا يميز او يفرق بين ابن حماس او فتح او الجهاد او الشعبية فالهدف عنده دائما قتل كل من هو فلسطيني سواء كان مدنيا او عسكريا طفلا او شيخا شابا او رجلا او امرأة وهو ما تجسد بوضوح في حرب الابادة على شعبنا الفلسطيني فنسبة من استشهد من النساء والاطفال والشيوخ في قطاع غزة تتجاوز السبعين بالمائة وما القى من قنابل وصواريخ على قطاع غزة يزيد ثمانية اضعاف عما القى من قنابل نووية على هيروشيما وناجازاكي ابان الحرب العالمية الثانية. لكن الشعب الفلسطيني ظل صامدا يواجه كل هذا الموت بصدره العاري ويرفض ان يستسلم او يهجر من ارضه او يخضع للاحتلال الصهيوني المجرم او ينكسر.
ثلاثين عاما على استشهاد الشقاقي رحمه الله وها هو زرعه يثمر وفكره المقاوم المنغرس في العقول يؤتي اكله وثقافة النصر حاضرة لا تلحقها الهزيمة ولا يشوبها اي شك.
طوفان الاقصى معركة محورية مع الاحتلال الصهيوني وقد اسست لواقع جديد من المواجهه مع عدو تقف خلفه كل قوى الشر في العالم لكنه وضع اسس جديدة تكشفت مع استمرار الاحداث الدامية واحتدام المعركة فلا يمكن للقتل او السلاح الفتاك او التكالب العالمي مهما كان حجمة او قوته ان يحسم معركة لصالح الباغي المعتدي مهما بلغت قوته او جبروته فاصحاب الحق واصحاب الارض واصحاب العقيدة قادرون على افشال العدو واحباط مخططاته. وقد سقطت نظرية ما لم يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة لان الارض تنتمي لاصحابها وتقاتل معهم وتحصنهم من الاعداء. صحيح ان التضحيات كبيرة والثمن باهظ والكلفة عالية جدا لكن كما قالها الشهيد القائد يحى السنوار ابا ابراهيم .. وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق. وكما قالها الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي ان الحقوق لا تهدى انما تنتزع انتزاعا من بين انياب الاحتلال.
في الذكرى الثلاثين لاستشهاد الشقاقي.. طوفان الأقصى تتويج لفكر المقاومة
رأي الاستقلال


التعليقات : 0